الحرب العالمية الأولى تسمى كذلك الحرب العظمى و الحرب التي أنهت جميع الحروب هي حرب قامت في أوروبا ثم أمتدت لباقي دول العالم خلال الأعوام بين 1914 و1918. بدأت الحرب حينما قامت إمبرطورية النمسا و المجر بغزو مملكة صربيا فأعلنت روسيا الحرب على النمسا فدخلت ألمانيا الحرب كحليف للنمسا ودخلت فرنسا و بريطانيا كحلفاء لروسيا.
أستعملت لأول مرة الأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى كما تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة في التاريخ.
شهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل وسقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا والتي يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتم تغيير الخارطة السياسية لأوروبا. تعد الحرب العالمية الأولى البذرة للحركات الإيديولوجية كالشيوعية وصراعات مستقبلية كالحرب العالمية الثانية، بل وحتى الحرب الباردة.
شكلت الحرب البداية للعالم الجديد ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوروبية، وكانت المؤجج للثورة البلشفية في روسيا التي بدورها أحدثت تغيراً في السياسة الصينية والكوبية كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين، الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة. ويُعزى سطوع بريق النازية لهزيمة ألمانيا في الحرب وترك الكثير من الأمور معلقة حتى بعد الحرب. وأخذت الحروب شكلاً جديداً في أساليبها بتدخل التكنولوجيا بشكل كبير في الأمور الحربية ودخول أطراف لاناقة لها بالحروب ولاجمل وهي شريحة المدنيين. فبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين في ساحة المعركة بعيداً عن المدنية، فقد كانت المدن المأهولة بالسكان ساحات للمعركة ممانتج عن سقوط ملايين الضحايا.
أوروبا عام 1914
1 الجذور الدبلوماسية
2 الإنفجار
2.1 سباق التسلح
3 الاسباب
3.1 التنافس الأستعماري
3.2 التحالفات والتسابق نحو التسلح
3.3 صراع القوميات
3.4 حادثة سراييفو
4 العمليات العسكرية
4.1 الحرب الأوروبية (1914-1916)
4.1.1 حرب الحركة
4.1.2 حرب الخنادق
4.2 الحرب الأوروبية تتحول إلى حرب عالمية
4.2.1 التحول في مسار الحرب (1917)
4.2.2 العودة إلى حرب الحركة (1917-1918)
4.2.3 انتصار دول الوفاق الثلاثي
5 النتائج
5.1 خسائر بشرية ومادية جسيمة
5.2 تراجع مراكز أوروبا في العالم
5.3 السلام المنقوص
5.3.1 مؤتمر السلام (1919)
5.3.2 مطالب المؤتمرين
5.3.3 مقررات المؤتمر ونتائجها
5.3.3.1 تغيير الخريطة السياسية لأوروبا
5.3.3.2 معاهدة فرساي
5.3.3.3 الانتداب
5.3.3.4 قيام عصبة الأمم
6 جرائم الحرب
7 دخول الولايات المتحدة الحرب
8 أثر الحرب العالمية الأولى على الوطن العربي
8.1 واقع الوطن العربي قبيل الحرب
8.2 اتصالات الحلفاء بالعرب
8.2.1 الثورة العربية الكبرى (1916)
8.3 الوطن العربي تحت الانتداب
8.4 مراجع
8.5 روابط
الجذور الدبلوماسية
في 28 يونيو 1914، اغتيال وريث العرش النمساوي "فرانز فرديناند" على يد الصربي "جافريلو برينسيب" مما أجج النقم النمساوي على الصرب وأشعل فتيل الحرب العالمية الأولى.
وكانت كل من إنجلترا وفرنسا تبعا للوفاق الودي عام 1904 قد تحالفتا وبذلك تكون العداء بين كل منهما وبين ألمانيا نظرا لرغبة ألمانيا في إقامة إمبراطورية لها ورفضها أن تضع فرنسا المغرب تحت سيطرتها (الأزمة المغربية الأولى) وتم عقد مؤتمر لإنهاء الأزمة انتهى بأن خرجت ألمانيا صفر اليدين وتأكدت من ضرورة مواجه التحالف الفرنسي الإنجليزي السبب فيما حدث كما يذكر أن النمسا بعد حادث قتل ولى العهد أرسلت إلى ألمانيا تطلب تأييدها ووافقت ألمانيا انتقاما من الروس وبدا فتيل الحرب في الاشتعال.
الإنفجار
اعلان الحرب من ألمانيا على روسياتنامت الجغرافية ضعفين نتيجة حرب البلقان، وقلقها من مساندة روسيا لصربيا للإستيلاء على الأراضي السلافية من النمسا. ووصلت النمسا إلى قناعة الهجوم على صربيا كضربة وقائية لتفادي شرّ الصرب، كما نظر النمساويون للضربة الخاطفة لصربياً حلاً للمشاكل الداخلية للإمبراطورية النمساوية الهنغارية المتمثلة بوجود حكومتين المخاوف النمساوية على وحدة أراضيها من الجارة صربيا وخصوصاً أن الأخيرة اتسعت رقعتها (نمساوية وهنغارية) تحت النظام الملكي النمساوي. فكان النمساويون مسؤولين عن السياسة الخارجية للإمبراطورية التي تدعو لتسليح الإمبراطورية إلا أن الهنغاريين عارضوا الإنفاق اللازم للتسلح. وبدعم ألماني، ارسلت الحكومة النمساوية رسالة ذات 10 نقاط للحكومة الصربية بمثابة تهديد وقبل الصرب الشروط باستثناء شرط واحد.
وكانت روسيا قد تعهدت عام 1909 بالدفاع عن السيادة الصربية مقابل السكوت عن الإحتلال الروسي للبوسنة. فقامت روسيا بتحريك قواتها نتيجة ضغوط الجنرالات الروس للدفاع عن الصرب. وطالبت ألمانيا من روسيا عدم تحريك القوات وأن تتراجع القوات الروسية عن حالة الإستعداد، ولمّا لم تمتثل روسيا للمطالب الألمانية، أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في 1 اغسطس 1914 ولحقتها بإعلان آخر ضد فرنسا في 3 اغسطس.
سباق التسلح
السفينة الحربية البريطانيةازداد سباق التسلح الذي اندلع بين القوى الأوروبية وسعت ألمانيا إلى تدشين امبراطورية لها في ما وراء البحار فزادت حجم اسطولها وقامت بريطانيا بإطلاق السفينة الحربية HMS Dreadnought عام 1906 السفينة التي ألغت كل ماكان قبلها من سفن.
وكانت كلا من بريطانيا وألمانيا تؤمنان بأن السيطرة على البحر مسألة حيوية جداً من اجل تعزيز السيطرة على مستعمراتهم في ما وراء البحر.
الاسباب
التنافس الأستعماري
لقد أدى تقدم الثورة الصناعية إلى تطور النزعة الاستعمارية تطورا حادا جعل من تصريف البضائع والحصول على المواد الأولية وتوظيف رؤوس الأموال قضية من القضايا الأوروبية الملحة التي لم يجد رجال السياسة حلا لها إلا عن طريق امتلاك المستعمرات فكان لا بد من التصادم والنزاع بين القوى المستعمرة ذاتها .
كذلك برز النزاع حول السيطرة على البحار خاصة بين بريطانيا التي تعتبر نفسها سيدة البحار و ألمانيا الموحدة التي طورت أسطولها بسرعة فائقة .
كما اشتدت الخلافات بين ألمانيا و فرنسا حول مقاطعتي الألزاس و اللورين التين ضمتهما ألمانيا إليها بعد حرب 1870 ولم تتفق الدولتان أيضا حول أسبقية كل منهما في احتلال المغرب الأقصى . لذلك عرف النزاع بينهما حول هذا البلد أزمتين حدثت الأولى في 1905 و 1906 وعبرت خلالها ألمانيا عن تمسكها بمصالحها التجارية في هذا البلد . أما الأزمة الثانية فقد وقعت في سنة 1911 وذلك إثر دخول القوات الالمانية إلى اغادير وتهديد فرنسا باللجوء إلى استعمال القوة أيضا الأمر الذي اضطر فرنسا إلى التنازل عن جزء من مستعمرة الكونغو لألمانيا مقابل إطلاق يدها في المغرب الأقصى .
التحالفات والتسابق نحو التسلح
أدى التنافس الشديد بين القوى الأوروبية من أجل توسيع مجالها الاستعماري إلى عقد اتفاقيات سرية وإقامة أحلاف عسكرية فقام الحلف الثلاثي بين ألمانيا و إمبراطورية النمسا المجر و إيطاليا وهي حليف غير ثابت سرعان ما خرجت منه إيطاليا وأخذت مكانها الدولة العثمانية وفي المقابل برز الوفاق الودي الثلاثي وقد ضم كل من فرنسا و بريطانيا و روسيا .
وقد أفضت هذه التحالفات إلى حصول تسابق نحو التسلح برز بالخصوص من خلال التمديد في فترة الخدمة العسكرية وزيادة عدد القوات المسلحة في كل من ألمانيا و فرنسا و روسيا .
صراع القوميات
كانت منطقة البلقان الواقعة بجنوب شرق القارة الأوروبية مجالا لصراع حقيقي بين أطراف عديدة استغلت تراجع النفوذ العثماني في المنطقة والوضعية المعقدة الناتجة عن تعدد الشعوب و القوميات التي كانت تطمح إلى الاستقلال أو الانضمام إلى دول تلتقي معها في الانتماء القومي .
وقد شهدت المنطقة صراعا حادا من روسيا القيصرية وإمبراطورية النمسا المجر حول مقاطعتي البوسنة والهرسك التين كانتا خاضعتين للدولة العثمانية لكن الحكومة النمساوية المجرية استغلت فرصة انشغال العثمانيين بحل مشاكلهم الداخلية وأعلنت ضم المقاطعتين سنة 1908 ودعمتها في ذلك ألمانيا مما أحدث أزمة مع الدول الأوروبية خاصة مع روسيا التي رأت في ذلك تهديدا لنفوذها في البلقان ومع صربيا المجاورة وقد شهدت منطقة البلقان فيما بين سنتي 1912 و 1913 حربين عنيفتين أدتا إلى تفاقم التوتر ومهدتا لقيام الحرب العالمية الأولى .