شذى الغفران عضو مبتديء
عدد المساهمات : 115 تاريخ التسجيل : 12/07/2009 البلد : بلد العزّة و الكرامة "الجزائر"
| موضوع: قلب الام الأحد 1 نوفمبر 2009 - 14:35 | |
|
قلب الأم
|
| تعود من أمه التلقين لآيات القرآن مع نطقه للحروف الأولى ، وأخذ يحاكي والديه بأداء الصلوات منذ تحركت أعضاؤه خارج مهده الصغير .
على أعتاب المرحلة المتوسطة ، بدأت أمه حصاد تعبها ، وحرصها عليه .. وفي ليلة أوت إلى الفراش ، بعد المعاناة من العمل بالمنزل طيلة النهار ، مع مراعاة واجبات خالد ومتطلباته .
الوقت بعد منتصف الليل ، وقبل الفجر .
استدعاها التعب للتقلب في فراشها ، وفي لحظتها شعرت بهمس أقدام خالد بصالة المنزل .
نفض النوم نفسه من عينيها .
فتحت جفنيها على أقدام خالد وهو يدخل غرفته .
الوقت متأخر ، طردت الخواطر المتزاحمة نومها : لماذا يقوم من نومه هذه الساعة ، وما عهدتها عليه ؟ آااه .
لقد كبر خالد .
لقد أفسد أصدقاء السوء ما تعبت من أجل ثباته عليه .
تــُـرى هل قام في هذا الوقت المتأخر لمشاهدة التلفاز ؟؟ ما عهدته مشاهدًا لمُحـرمات .
ألا يمكن أن يكون أحد زملائه بالمدرسة أعطاه شريط فيديو ، وظن أن أنسب الأوقات لمشاهدته ونحن نيام ؟؟ لا.. لا .
إنه من المؤكد التليفون .
إنه على الأرجح سيتصل بـــــ ....... . لا .
خرجت الخواطر تدفع مشاعرها دفعـًا ، وما برد قـلبُها إلا بدمعات حزينة مفعـمة بالحب والخوف على ولدها خالد .
يــاااه .
للمرة الأولى أشعر أنه كبـر .
أين حصاد السنوات من التوجيه والتربية .
ترى هل قصرت معه ؟ هل يمكن أن يضيع كل ذلك في وقت قصير ، على غفلة منا ؟؟ كل هذا الشعور وغيره تدفق في لحظات قصيرة ، تدفق وهو مشوب بالألم الذي اعتصر قلبها عندما ظنت أنها سترى ابنها في لحظة الضعف ، وما كانت تظن أن ترى ما تعيشه الآن .
استجمعت قواها النفسية ، وسحبت جسدها المثقل من سريرها .
كتمت أنفاسها ، وأخذت خطوات قصيرة نحو غرفة خالد .
وقد أعياها التفكير : هل أفتح الباب عليه دون استئذان ؟؟ لا .. لقد عودته أدب الإسلام بالاستئذان .
ــ هل أصـيح به بصوتٍ عالٍ ليعرف الجميع لوعتي وحسرتي ؟؟ لا .
إنه الموقف الأصعب الذي أتعرض له .
كل ذلك ورجلاها تقتربان من الباب .
استجمعت أنفاسَها ، اقتربت من باب غرفة خالد فما شعرت إلا بيدها على مزلاج الباب وقد أصابتها رعشة استمدت قوتها من ضربات قلبها المتتابعة .
نظرت فوجدت نظرها وقد استجمع أركان الغرفة كلها في لحظات .
أقدامها على عتبة الغرفة .
لا أثر لحركة بالغرفة .
النور خافت .
لم تشعـر إلا وقد أيقظها صوتها العالي بترديدها : الحمد لله .. الحمد لله ... لقد وجدته فوق سجادته يصلي ركعتين قبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر.
|
| |
|
fati مراقبة عامة
عدد المساهمات : 2531 تاريخ التسجيل : 13/12/2008 البلد : الجزائر
| موضوع: رد: قلب الام الأربعاء 4 نوفمبر 2009 - 20:47 | |
| هذا هو قلب الام الى الابد
هاته الام جنت ما زرعت
| |
|