الشاعر عبدالله البردوني
بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار = وحيا وأفضت إلـى الدنيـا بأسـرار
بشرى النبوة طافت كالشـذا سحـرا = وأعلنت فـي الربـا ميـلاد أنـوار
وشقت الصمـت والأنسـام تحملهـا = تحـت السكينـة مـن دار إلـى دار
وهدهـدت مكـة الوسنـى أناملـهـا = وهـزت الفجـر إيـذانـا بإسـفـار
فاقبل الفجر من خلف التـلال وفـي = عينيـه أسـرار عشـاق وسـمـار
كأن فيض النـدى فـي كـل رابيـة = موج وفي كـل سفـح جـدول جـار
تدافع الفجر في الدنيـا يـزف إلـى = تاريخهـا فجـر أجيـال وأدهــار
واستقبل الفتـح طفـلا فـي تبسمـه = آيـات بشـرى وإيمـاءات إنــذار
وشب طفل الهدى المنشـود متـزرا = بالحـق متشحـا بالنـور والـنـار
في كفـه شعلـة تهـدي وفـي فمـه = بشرى وفي عينيـه إصـرار أقـدار
وفـي ملامحـه و عـد وفـي دمـه = بطولـة تتـحـدى كــل جـبـار
وفاض بالنـور فاغتـم الطغـاة بـه = واللص يخشى سطوع الكوكب الساري
والوعي كالنور يخزى الظالمين كمـا = يخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار