بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد. فإن
المنح في ثنايا المحن ، والعاقل يجتهد لكي تصبح المحنة منحة ، ويعقب البلاء رخاء
ونعمة ، وهذا ما ينبغي على المسلمين فعله تجاه أحداث غزة . وإخواننا في غزة بذلوا
دماءهم وأموالهم لنصرة الإسلام والمسلمين ، ويصدق عليهم – إن شاء الله - أن صمودهم
كرامة من الله سبحانه وتعالى لهم .
إخواني الكرام : الصور ونشرات الأخبار ملأت القلوب غيضاً ، ولا يخفى على الجميع
وحشية القصف والهمجية اليهودية الصهيونية المنبعثة من الحقد ، بالإضافة لبشاعة قتل
الأطفال والنساء وفظائع الجرائم وطول مدة الحصار مع قوة الصمود وبسالة المجاهدين ،
وهذا كله مع ضعف المواقف السياسية ، بل وزاد الأمر سوءًا وقوف بعض الساسة العرب
والإعلاميين مع العدو .
وهذه الأحداث أعادت الحياة لقلوب كثير من المسلمين فخرجت المظاهرات والبيانات
والنداءات في كل مكان ، وارتفعت الأصوات بالدعاء والاستغاثة إلى الله ، وامتلأت
قلوب أهل الإيمان حماسة لإخوانهم ...
مطلوب منا نصرتهم بالدعاء ، بالتوبة الصادقة ، بحمل هم القضية ، وتفعيل من حولنا
مع القضية ، طلب الدعم المادي لهم ولو بالقليل فهو يجتمع . 4. التأكيد على أن الحرب
عقدية ، وفضح من حرف القضية عن مسارها العقدي الصحيح ، وأن الحجر ينطق " يا مسلم "
هذا " يهودي " فلا شعارات ولا قوميات بل النداء للمسلم فهذا هو الوصف والانتماء
والمقابل يهودي....
فالله يقول :" الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ
جَمِيعاً" فالعزة لله هو الذي يهبها لمن يشاء ويحرمها من يشاء؛ ولكنها قطعاً لن
تأتي من اعداء الله وموالاتهم واتخاذهم أولياء من دون المؤمنين